jeudi 21 juillet 2011

لست هنا




...لا، لست هنا، ولا أكون هنا حين يشتد الليل، وتتقاعس النجوم عن عبور سحاباته

,لست هنا، ولست هنا محاسباً تلك العاصفة، ولست ألوم ذاك البحر إذ سمح لي بالعبور
...ولست أنطق باسم موج كان يثور ولا ينطق، في ذاك الرحيل

لست هنا، لكنني لست هناك، لما أعد... رحلت منذ زمن، بعثت خيالاً منذ زمن، ليسأل عن كلمات تركتها في أسفل المساء، وعن معان كانت تتوه في الظلام، فتاه بي، ولم يعد... رحلت منذ زمن، وسبقني أحد تلك الأيام في الرحيل، قرر الذهاب بعيداً، وأرسل مصيراً ليبحث عن مصيره، في الزمان، وفي المكان... لم أعلم حينها إلى أية نجمة أتكلم، رغم أن كل النجوم كانت تستمع، ولم أعلم في أي منام أرتمي، وفي أي صباح
...أستفيق

عد بنفسك، إلى نفسك، أيها الوعي الشريد، عد ولكن، ما دمت لم تعد، لا تكثر في تأمل العودة، قد يضيع منك الزمان... كن واقعياً حين تطفو في سحابات الخيال، وحين يجتاحك ذاك الحلم في الصباح... كن واقعياً حين لا تطال يداك ما تراه عيناك، ما لا تراه - فعلاً - عيناك، ...حين ترتميان في حضن الحنين... واكذب إن لاقيت شوقاً ما وتساءل عن بقائك.
...إكذب، حين تستنفذ كل وسائل الواقع

لست هنا، ولا أكون هنا حين يسألني صباح عن بقايا المساء الواضحة، حين يأتي صباح لم ينصفه ليل سبقه، ولم ينصف، هو، نور شمس أتاه، ولن يتذرع ببضع غيوم قد تأتي اليوم لتحجبه... لست هناك، أنا في مكان ما، أحضر صدفة قد تجمعني بوطن لم يعمل ما بوسعه ليتجنب الغيوم، أنا في مكان ما، أماطل الزمان وأختبئ، قد أخذ الشمس من
...سماء البعيد وجاء بالمطر، وكيف لي أن أتحدى المطر





mardi 5 juillet 2011

في سفر آخر




قد كان عليّ أن أعبر هذا السيل، لكني بقيت فيه، تابعت الرحيل، وبقيت فيه... وكنت أرفع رأسي بين الحين والآخر، لأتأكد أن سماءً ما زالت فوق، أو ربما، انني ما زلت تحت... وبين الحين والآخر، تمر عاصفة مرهقة، تحط رحالها وتغفو، وخيول تجر الرياح، تفلت من قبضتها وتفر... وكلام تأخر عن موعد مع شاعر ما، يمر مسرعاً، يرى أن ليس هنا من ينتظره، ويتابع البحث... بين الحين والآخر، أدرك انني أسبح بجانب وعيي، وأنني تركته يراقص الليل ببطء في ظل شمعة تكاد تنطفئ ولا تنطفئ... أراه يرمقني ببعض العتاب، ثم يغض الطرف..
فقط، لا تُضِعني...، هذا ما قيل لي، حين سقطتُ في جاذبية الوهم، ربما عن طريق الخطأ... ولم أعلم من قال لي ذلك، أنا أو سواي... فقط، لن أُضَيّع الكون، ولن ابحث منذ الآن عن مكان أبحث فيه عنه، إن ضيعته لاحقاً... سأحاول أن لا أُضيّع ذاك السراب، إذ تعثرْتُ في وصفه للصحراء حين تكوّنََتْ فجأة حولي، وراحت تبحث عنه علها تجد نهاية لوضعها الغريب هذا، ولم أسبق الصور القادمة لأدس فيها ما ينبئنا بأن المخرج بات قريباً... لن أضيع الشمس، بعد أن رأيتها تهمس للغيوم بأن تخبئها قليلاً، ريثما تحاول إيجاد شمس... أو طفولة في حضن أم دافئ، أو حلم في ظلام ما، وإن كان عليلاً... قد كان صعباً أن أضيع الغياب، وأن أعود من هذا السفر الذي ألمّ بي، قبل أن تعود تلك الأفكار لتقتلني بحثاً عن سبيل إلى الواقع، فلا تجده، وتضيعني... ثم أجدها، أو أوجدها، عن طريق الخطأ...
ماذا لو كنت مخطئاً منذ تَكَََََََََوّن شبيه الكون هذا؟ ماذا لو كذبت عليّ الجمل، وصارعتْني، دون أن أعلم، خلف مرآة المنام؟... ماذا لو كنت أستغيث، منذ البداية، دون أن أعلم، بكلمات تائهة مرت بجانبي مراراً وتكراراً، فلم تفهم ما أردت منها، وجعلتني أرى ما رأيت؟ قد يكون الظلام من جاء بي إلى هنا، لكنني أتوانى عن مساءلته... فهو أيضاً، ما يزال ينتظر أن ينام الزمان، أو أن يحلم أيضا،ً حتى يفلت منه ويفعل ما يشاء، وكإحدى ضحايا الليل وهدوئه، يمضي وجوده باحثاً عن سبيل ما، إلى ما قبل المساء...
لم يُضِعني هذا السفر، ولم يرافقني، هو فقط يفيق كل يوم، بين الشمس والشمس، يفيق من يقظتي ليحلم، ويحملني... ويكتب لي، بين صور الوهم، بين الحين والآخر، انني أنا لست حقيقة دوماً، وأنه ليس عليّ أن أكون مرئياً لكي أكون... وأجدني في مرقدي هذا، وبجانبي الوقت... أنا وهو، ما نزال نحتاج لبعض الوقت لنعيَ، ونتأكد: أهنا المنام وهناك الحقيقة؟ وهل أنا حي مع الحياة هناك؟...


http://www.alanwar.com/article.php?categoryID=10&articleID=125411